في عالم الطب الإنجابي ,يعد أطفال الأنابيب أحد أبرز الإنجازات التي منحت الأمل لملايين الأزواج الذين يعانون من مشاكل وتحديات في الحمل .ورغم فعالية هذا الإجراء ,إلا أنه لا يخلو من بعض المخاطر ,ومن أبرزها الحمل خارج الرحم ,وهو حالة نادرة لكنها خطيرة وتتطلب فهماً دقيقاُ وتعاملاً فورياً .في هذا المقال المفصل ,سنغوص بعمق في العلاقة بين التلقيح الصناعي والحمل خارج الرحم ,وسنستعرض الأسباب والعوامل المؤثرة وطرق الوقاية والعلاج .
الحمل خارج الرحم هو حالة تحدث عندما تنغرس البويضة الملحقة خارج بطانة الرحم ,أي في مكان غير طبيعي لا يستطيع دعم نمو الجنين بشكل آمن .في الغالب ,يحدث هذا الانغراس في قناة فالوب ,وهي القناة التي تنقل البويضة من المبيض إلى الرحم .ونظراً لأن هذا المكان ضيق وغير مهيا لاحتواء جنين نامٍ ,فإن ذلك يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد حياة المرأة إذا لم تشخص الحالة وتعالج سريعاً .لكن قناة فالوب ليست الموقع الوحيد المحتمل .في بعض الأحيان ,قد يحدث الحمل خارج الرحم في المبيض أو عنق الرحم أو داخل تجويف البطن .كما توجد حالات نادرة يطلق عليها الحمل المتغاير ,حيث يحدث حملان في آن واحد :أحدهما داخل الرحم والآخر خارجه .هذه الحالات تشكتشف غالباً عن طريق السونار وتحليل هرمون الحمل .
اقرا مزید: أضرار ومخاطر أطفال الأنابيب
رغم أطفال الأنابيب يتم بإشراف دقيق ,إلا أن احتمال حدوث الحمل خارج الرحم يظل قائماً .تشير الدراسات إلى أن هذه النسبة بين 1.4% إلى 5.4%من دورات عملية أطفال الأنابيب ,وهي نسبة أعلى من حالات الحمل الطبيعي (1% إلى2%).
تعزى هذه النسبة المرتفعة غالباً إلى الأسباب التي تدفع الأزواج للجوء إلى عملية أطفل الأنابيب من الأساس ,مثل مشاكل في قناة فالوب ,أو اضطرابات في بطانة الرحم ,أو حالات العقم المرتبطة بالعمر أو الهرمونات .
توجد عدة تفسيرات طبية مثل :1
زيادة عدد الأجنة المنقولة قد تزيد احتمالية انغراس بعضها خارج الرحم ,خاصة إن لم تكن حركة الرحم منتظمة
الأجنة الضعيفة قد لا تتمكن من الانغراس في المكان المناسب ,فتنقل لمواضع خاطئة .
الأدوية المستخدمة لتحفيز المبايض قد تغير من بيئة الرحم وتؤثر على مسار نقل الأجنة
4.عوامل متعلقة بالعمر :
النساء فوق الأربعين ,أو من لديهن مخزون بويضات منخفض ,يكن أكثر عرضة للمضاعفات
كلما زاد عدد الأجنة المنقولة ,زادت نسبة حدوث الحمل خارج الرحم :
جنين واحد: نسبة الحمل خارج الرحم تصل إلى 1.6%
جنينان: تصل إلى 1.7%
ثلاثة أجنة :2,2%
أربعة أجنة :2,5 %
أما الجودة ,فكلما كانت الأجنة ذات جودة عالية ,قلت نسبة حدوث الحمل خارج الرحم بنسبة قد تصل إلى 28%مقارنة بالأجنة الضيفة .
اقرا مزید: نصائح قبل عملية ترجيع الأجنة وبعدها
من الجيد معرفة أن تجربة حمل خارج الرحم لا تعني نهاية الأمل .فقد أثبتت الدراسات أن معظم النساء ينجحن في الحمل لاحقاً ,سواء بشكل طبيعي أو عبر التلقيح الصناعي مجدداً
65%من النساء يحملن في غضون 18شهراً من تجربة حمل خارج الرحم
من الضروري أن تنتبه المرأة للأعراض التالية ,خاصة في الأسابيع الأولى بعد نقل الأجنة
1-ألم حاد في أسفل البطن أو الحوض
2-نزيف مهبلي خفيف أو غير طبيعي
3-دوخة شديدة أو إغماء
4-ألم في الكتف (نتيجة تهيج العصب بسبب النزيف الداخلي )
5-أعراض عامة كالغثيان والقيء والإرهاق غير المعتاد
التشخيص :
يعتمد على طريقتين رئيسيتين
إذا لم يزداد تركيز الهرمون بنسبة طبيعية أو تجاوز 1500وحدة دون ظهور كيس الحمل في الرحم ,يشتبة في جود حمل خارج الرحم .
الأداة الأدق في تحديد مكان انغراس الجنين ,ومعرفة ما إذا كان داخل الرحم أو خارجه .
طرق العلاج :
1-دواء الميثوتريكسات :
يستخدم إذا تم التشخيص مبكراً ولم يكن هناك نزيف داخلي .يعمل على وقف نمو الأنسجة الجينية ويمنع الحاجة للجراحة .
2-الجراحة :
في حال وجود نزيف داخلي أو تمزق قناة فالوب .يتم إزالة الحمل خارج الرحم ,وأحياناً إزالة القناة المصابة
رغم عدم وجود طريقة مضمونة ,إلا أن اتباع هذه الخطوات يقلل من خطر الإصابة
1-نقل جنين واحد عند الإمكان
2-اختيار أجنة ذات جودة عالية
3-تقييم شامل لقنوات فالوب قبل بدء العلاج
4-مراقبة دقيقة بعد نقل الأجنة
5-اتباع تعلیمات الطبيب بدقة ,خاصة ما يتعلق الرعاية بعد أطفال الأنابيب
الخلاصة :
في النهاية الكلام ,يعد الحمل خارج الرحم أحد التحديات الطبية التي قد ترافق عملية التلقيح الصناعي ,لكنه ليس نهاية الطريق .الفهم العميق لهذه الحالة ,والوعي بعواممل الخطر والأعراض المبكرة ,يمثلان خط الدفاع الأول في الحفاظ على صحة المرأة وفرصها المستقبلية في الإنجاب .ومع تقدم الطب الحديث ,أصبحت طرق التشخيص والعلج أكثر دقة وأماناً من أي وقت مضي .لذا ,فإن الالتزام بمتابعة طبية دقيقة بعد كل دورة من عملية أطفال الأنابيب والحرص على تنفيذ الرعاية بعد عملية أطفال الأنابيب ,لا يحمي فقط من المضاعفات ,بل يقرب أيضاً حلم الأمومة والأبوة من أن يصبح حقيقية ملموسة .
منابع: