في السنوات الأخيرة، أصبح علاج العقم والتأخر في الإنجاب أكثر تطوراً بفضل التقدّم الطبي، وكان من أبرز هذه التطوّرات تقنية أطفال الأنابيب. هذه الطريقة، التي كانت في بدايتها معقّدة ومكلفة، أصبحت اليوم أكثر انتشاراً في كثير من الدول، ومنها العراق. ومع ذلك، يظل هذا الموضوع محاطًا بالعديد من الأسئلة والمخاوف سواء من الناحية الدينية، الاجتماعية أو حتى الصحية. في هذا المقال، سنتناول موضوع أطفال الأنابيب في العراق بشكل مبسط وواضح، مع توضيح أهم الجوانب المتعلقة به.
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأزواج في العراق إلى اللجوء لهذه التقنية، ومنها:
بالرغم من أن هذه التقنية قد تكون الخيار الأخير لبعض الأزواج، إلا أنها أصبحت اليوم بارقة أمل حقيقية لمن عجزوا عن الإنجاب بالطرق الطبيعية.
أطفال الأنابيب في إيران تتميّز بجودة عالية في الخدمات الطبية، وتوفّر أجهزة حديثة وأطباء ذوي خبرة، مما يجعلها خياراً مفضلاً مقارنة بالعراق. في إيران نسبة النجاح أعلى، وجميع المراحل تُنفّذ بدقّة وفق المعايير الدولية. إذا كنت تبحث عن أفضل نتيجة، فإنّ أطفال الأنابيب في إيران هو الخيار الذكي. لكن إجراء أطفال الأنابيب في العراق يتيح لك البقاء مع عائلتك وفي مدينتك. للحصول على استشارة مجانية ومعلومات أكثر، تواصل معنا الآن.
شهد العراق تطورًا ملحوظًا في مجال طب الإنجاب خلال السنوات الماضية، وافتُتحت العديد من المراكز الخاصة والعامة في بغداد، البصرة، أربيل، النجف وغيرها من المدن. بعض هذه المراكز يعمل بتقنيات حديثة، ويوفر خدمات متعددة مثل:
تُعدّ بغداد من أهم المراكز الطبية في العراق لعلاج العقم، إذ تحتضن عددًا كبيرًا من مراكز أطفال الأنابيب المتخصصة. من أبرز هذه المراكز: مركز بغداد لأطفال الأنابيب، مركز الحياة للخصوبة، ومركز الأمل للإنجاب. هذه المراكز مجهّزة بأحدث التقنيات وتقدّم خدمات مثل التلقيح المجهري، تجميد الأجنّة، والتشخيص الوراثي قبل الزرع. الإقبال على هذه المراكز في تزايد مستمر، خاصة من الأزواج الذين يقصدون العاصمة من محافظات بعيدة بحثًا عن جودة علاجية عالية.
رغم أن عدد المراكز في كربلاء لا يزال محدودًا مقارنةً بالعاصمة، إلا أن المدينة بدأت تشهد تطورًا في هذا المجال. من أبرز المراكز: مركز كربلاء للعقم وأطفال الأنابيب، ومركز النور الطبي. هذه المراكز تقدّم خدماتها في بيئة محافظة وتراعي الخصوصيات الاجتماعية والدينية، مما يجعلها مقصداً مناسبًا للأسر التي تبحث عن رعاية طبية ضمن إطار شرعي وآمن. وتلعب التوعية المجتمعية من خلال الحملات الصحية المحلية دوراً مهمًا في كسر الحواجز النفسية المرتبطة بهذه التقنية.
أربيل تُعتبر من المدن المتقدمة في مجال الطب الإنجابي، وخاصة في إقليم كردستان. تحتوي المدينة على مراكز طبية عالية المستوى مثل مركز باحث للخصوبة، ومركز IVF أربيل، بالإضافة إلى مركز بارين الطبي. هذه المراكز تقدم خدمات متكاملة تشمل أطفال الأنابيب، اختيار جنس الجنين، والفحوصات الجينية المتقدمة. البيئة المستقرة في أربيل والبنية التحتية الجيدة جعلتها وجهة مفضّلة للكثير من الأزواج من داخل وخارج الإقليم.
ولكن رغم هذا التطور، لا تزال هناك بعض التحديات:
تختلف تكلفة عملية أطفال الأنابيب من مركز لآخر ومن حالة لأخرى. لكن بشكل عام، تتراوح التكلفة في العراق بين 2,000 إلى 4,000 دولار أمريكي، وقد تزيد إذا احتاج الزوجان إلى أكثر من دورة أو إجراءات إضافية مثل التجميد أو الفحوصات الوراثية.
هذه الأسعار قد تكون مرتفعة بالنسبة للعائلات ذات الدخل المحدود، مما يجعل بعض الأزواج يسافرون إلى دول مجاورة مثل إيران أو الهند لطلب العلاج بتكلفة أقل.
موضوع أطفال الأنابيب أثار العديد من النقاشات في المجتمع العراقي، خصوصاً من الناحية الدينية. لكن غالبية الفقهاء في العراق، سواء من السنة أو الشيعة، أجازوا هذه العملية بشرطين أساسيين:
أما من الناحية الاجتماعية، فلا يزال هناك بعض الحرج والوصمة المرتبطة باللجوء إلى هذه التقنية، خاصة في المناطق الريفية أو التقليدية. ومع ذلك، بدأ هذا الحاجز بالانكسار تدريجيًا مع ازدياد عدد الحالات الناجحة وزيادة الوعي المجتمعي.
قصص النجاح التي يسمعها الناس من حولهم لها دور كبير في تغيير نظرتهم نحو الموضوع. ففي كل مدينة عراقية تقريبًا، هناك عائلات أنجبت أطفالاً بفضل هذه التقنية، بعد سنوات طويلة من المعاناة.
هذه القصص، والتي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البرامج التلفزيونية، ساعدت في تقليل الحرج وزادت من إقبال الأزواج على استشارة الأطباء دون خوف أو خجل.
مثل أي تدخل طبي، قد تكون هناك بعض المخاطر المرتبطة بعملية أطفال الأنابيب، ومنها:
لكن في الغالب، تكون هذه العمليات آمنة إذا أُجريت في مراكز موثوقة وتحت إشراف طبيب مختص.
من المهم أن يكون للحكومة دور داعم في هذا المجال، مثل:
كذلك، على المجتمع أن يتقبل هذه التقنية كحل طبي شرعي، وأن يدعم الأزواج الذين يمرّون بهذه التجربة بدلًا من الحكم عليهم أو الضغط عليهم نفسيًا.
خاتمة
أطفال الأنابيب لم تعد مجرد حلم بعيد، بل أصبحت حقيقة طبية قائمة تمنح الأمل للكثير من الأزواج في العراق. ومع زيادة الوعي وتطور الخدمات الصحية، من المتوقع أن يشهد هذا المجال مزيدًا من النجاح في السنوات القادمة. يبقى الأهم أن نتعامل مع هذه التقنية بعقل منفتح وفهم صحيح، بعيدًا عن الأحكام المسبقة أو المعلومات المغلوطة.
أطفال الأنابيب في العراق: بين الأمل والتحديات